جوايا طفلة صغيرة شقية وعندية عايزة تلعب وتنطط بتحب الحياة قوي ولما تفرح بتفرح بجد من قلبها ولما تزعل بتزعل قوي تعباني معها وبتعبها معايا يعني أحنا الاثنين تعبين بعض طول الوقت
تعباني معها لأنها بتثق في ناس وبترفض تشوف كدبهم وغشهم ورغم أنها في كل مرة بتتجرح و بتتوجع وتتألم إلا أنها مابتحرمش
بتتصرف على طبيعتها مع الناس من غير ما تفكر مابتسمعش كلامي لما اقلها أن الناس مش عيزه كده مش عيزه الوضوح والصراحة أو بمعنى أصح مش بتفهمهم لأنهم معذورين برده من كتر ما بقت حياتنا رمادي ما بقوش يعرفوا الأبيض من الأسود بقى عندهم عمى ألوان بقوا يصدقوا الكدب ويكدبوا الصدق
بتعبها معايا لأننا حاسة أننا بخنقها جويا مش بهتم بيها بانساها ساعات وسط الضغوط والمشاكل اليومية بالرغم من أننا محتاجها قوي لأنها هي اللي بتصبرني وتقلي أن بكرة حيكون احسن أكيد
هي كمان اللي بتمنعني أن أتغير لأننا مقتنعة أن الناس بتخسر نفسها في اليوم اللي بتخسر فيه الطفل البرئ اللي جواها علشان كده بقلها ماتزعليش مني إني كتير بنساكي بس عذري أن احيانا بتكون ضغوط وهموم الحياة اقوى مني استحمليني ماتسيبنيش في يوم من الأيام لأنك بالنسبة ليا طوق النجاة علشان التيار ما يسحبنيش واغرق في بحر الحياة
في المساء بدأت قطرات من الندى في التساقط بهدوء وبحكم أني اشتقت للمطر وللشتاء تحديدا بعد فصل طويل من الصيف جلست في البلكونه أتأمل السماء والشارع الذي أصبح شبه خالي من المارة على غير العادة بالرغم من أن شارعنا شارع داخلي ولكنه مليء بالحياة والمارة طوال الوقت
ومع تقدم ساعات الليل لم تكتفي السماء بهذه القطرات و تكاثرت السحب والغيوم أكثر وأكثر واشتدت الرياح و أظلمت السماء تماما كأن كل عوامل الطبيعة اتحدت فجأة لإخفاء ضوء القمر والنجوم واجتاحني شعور بضيق شديد و بدأ صوت الرعد يهز السماء ثم يتبعه برق يومض غرفتي بشدة
لم أستطيع النوم هذه الليلة لأنني بالرغم من حبي الشديد للمطر ولكني أشعر بخوف من صوت الرعد الذي يجعلني قلقة ومترقبة ومع كل صوت جديد أشعر كأني اهتز من الداخل و أبدأ بترديد دعاء المطر و أتوجه إلى الله بالدعاء والاستغفار
وفي الصباح استمر المطر بعض الوقت ثم بدأت أشعة الشمس تظهر بين السحاب وبدأت السماء تصفو لتعلن أشعة الشمس انتصارها في النهاية وساعتها كأني أرى الكون بالألوان لأول مرة فالسماء لونها لبني رائع (ومش رمادي مثل كل يوم) والشجر أخضر مبهج وأما الهواء فمنعش يذكرني بهواء البحر
ومع تبدل حالة الجو تبدل معه حالي تماما وشعرت بارتياح و سكينة جميلة وكأن المطر وهو يغسل الشجر والشوارع غسلني من الداخل
التقلب في الأحوال الجوية بين ليلة وضحها جعلني أتأمل عظمة خلق الله وأن أرى أن دوام الحال من المحال وأن بعد العاصفة وما تحمله من غيوم وأمطار لابد أن تسطع الشمس من جديد ليصبح الكون أحلى حتى ولو بعد حين
و لذلك فأنا في انتظار سطوع الشمس ولكن هذه المره لي ..